وَسنَن العابدين فِيهِ من الزّهْد وَالرَّقَائِق والوعظ وسيرة الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصحابته الْكِرَام وَمن بعدهمْ من السّلف الصَّالح وَيضمنهُ الْكثير من العظات والوصايا يَقُول فِي أَوله
يَا بني وفقكما الله فَإِنِّي لما رَأَيْت الْوَعْظ من أدوية الْقُلُوب وآداب النُّفُوس وَتقدم من تواليفي فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والجدل وَغير ذَلِك مِمَّا يتَّصل بِهِ من أَبْوَاب الْعلم مَا رَجَوْت إِن نظرتما فِيهِ أَن تستعينا بِهِ على مرادي لَكمَا رَأَيْت أَن أجمع لَكمَا كتابا من هَذَا النَّوْع أسلمه بعون الله من كثير مِمَّا يَقع فِيهِ من ألف فِي هَذَا الْبَاب من الانحراف عَن مَذَاهِب أهل الْعلم والغلو الْخَارِج عَن سَبِيل أهل الْحق يكون فِيهِ تَنْبِيه على معَان لَا تُوجد فِي كتب الْفُقَهَاء وتأديب بأخلاق من سلف من الْعلمَاء وقدمت فِي أَوله أدعية استفتحتها بأدعية الْقُرْآن ثمَّ وصلت بذلك فَضَائِل تنشط عِنْد الفترة ومواعظ تستجلب بهَا إِلَى الْقُلُوب الرقة وتداوي بهَا من الْقَسْوَة
أَوْلَاد أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ