نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 311
الاجتماعية وتصبح الأفكار، والقيم بعض سلع التجارة ومواد الاستهلاك والدعايات السياسية والاقتصادية، ويتوقف التفكير الموضوعي ويحل محله الهوى، وتتحدد ميادين التربية بحدود هذه الثقافة الاستهلاكية، وينشغل الناس بأشيائهم وحاجاتهم اليومية ويعودون كالجاهلية همة أحدهم لا تتعدى بطنه وفرجه، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرًا. وتكون المحصلة النهائية لهذا التحول هو السعي -لامتلاك- "الأشياء"، فتظهر ظاهرة -الملك القسري- أي الذي يتوصل إليه بالقسر والعنف، والانقلابات الدموية والفتن ويلخص الحديث النبوية هذا التطور السلبي من -نصرة- "أفكار" الرسالة حتى "نصرة الأشياء" عند قوله -صلى الله عليه وسلم:
"إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة، ثم يكون رحمة وخلافة، ثم كائن ملكًا عضوضًا، ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الأرض، يستحلون الحرير والفروج، ويرزقون على ذلك وينصرون" [1].
والمجتمعات التي تدور في فلك الأفكار الصحيحة تتفوق على تلك التي تدور في فلك الأفكار الخاطئة، كما كانت حال الأمة المسلمة في صدر الإسلام، وتفوقها على مجتمعات الرومان وفارس وغيرها. ولكن المجتمعات التي تدور في فلك الأفكار الخاطئة، أو التي يختلط فيها الصحيح والخاطئ، فهذه تتفوق على المجتمعات التي تدور في فلك الأشخاص والأشياء، وتهزمها كما هو الحال -الآن- في تفوق المجتمعات الغربية على مجتمعات العالم الثالث -ومنه العالم الغربي والإسلامي الحديث.
والشكل الذي تنتظم طبقا له عناصر الأفكار والأشخاص، والأشياء يحدد نوع التربية وتطبيقاته في الثقافة والعلوم، ونظم الحياة المختلفة. فعندما تكون "الأفكار" هي المحور الذي يدور في فلكه "الأشخاص والأشياء"، فإن [1] ابن كثير، البداية والنهاية، جـ8، ص20 نقلًا عن الطبراني بإسناد جيد، ومثله عند ابن تيمية، الفتاوى، جـ35، ص19 نقلًا عن مسلم، ومسند أحمد، جـ4، ص273.
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 311