نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 321
لعدوان قيم العصبية القبلية على القيم الإسلامية في ميادين السياسة، والاقتصاد والإرادة، وأعلنوا أن محور سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدور حول "زهد" الحاكم بالجاه لـ"نصرة" العدل، وزهده بالمال لـ"إيواء" جماهير الأمة، وزهده بالحياة لقيادة الجيوش و"نصرة" الرسالة.
ولكن ممثلي ثقافة العصبيات الأسرية، والقبلية بقيادة طلقاء مكة استطاعوا التغلب على هذا التيار السني، والبطش بقياداته ابتداء من جيل الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير حتى جيل سعيد بن جبير وسفيان الثوري، واستطاعوا نقل محور السنة إلى ميدان "الأشكال"، ومستحبات السنن في الأخلاق الفردية، والشهوات والشعائر مما أدى إلى كبت الحريات، وانحسار الفقه الإسلامي إلى ميادين العبادات، وفقه الطهارة والحيض، والنفاس والمعاملات الفردية، وتجنب البحث في فقه إخراج الأمة المسلمة، وشبكة العلاقات السياسية والاقتصادية
والإدارية. ولقد نما هذا اللون من الفقه، وصار له امتدادات ومذاهب انحدرت في التاريخ الإسلامي تحت اسم -أهل السنة والجماعة- ومارس مختلف أشكال الآبائية، والحجر على التفكير.
ولكن أهل السنة والجماعة الأصلاء لا يمنعون الحرية الفكرية، والنقد الذاتي بل يحضون عليهما ويدعون لهما. فقد جاء عن عبد الرحمن بن مهدي أحد شيوخ الشافعي وغيره قولهم:
"أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم"[1].
وروي عن أحمد بن حنبل قوله:
"لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي، وخذ من حيث أخذوا"[2]. [1] ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم، "بيروت: دار المعرفة"، ص7. [2] ابن القيم، إعلام الموقعين، جـ2 "بيروت: دار الجيل"، ص201.
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 321