نام کتاب : بحر الدموع نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 120
بصوت واحد، ويقولون: اللهم العن أهل التوابيت، وهم الذين يغتصبون فروج النساء حراما".
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله لما خلق الجنة، قال لها: تكلمي. قالت: سعد من دخلني، فقال الجبار جل جلاله: وعزتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس، مدمن خمر، ولا مصرّ على الزنى، ولا نمّام، ولا ديّوث، ولا شرطيّ، ولا مخنّث، ولا قاطع رحم، ولا الذي يقول: عليّ عهد الله أن أفعل كذا وكذا ولا يفعله".
فليس المصر على الزنى هو المداوم عليه، ولا مدمن الخمر هو الملازم لشربه، ولكنه هو إذا وجد الخمر شربها، ولم يمنعه منها خوف الله تعالى، ومتى تهيأ له الزنى، ولم يتب من ذلك، ومن لم ينه النفس عن الهوى فان الجحيم هي المأوى.
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول لغلمانه: إن أردتم النكاح نكحتم، أي تزوّجتم، فان العبد إذا زنى، خرج الإيمان من قلبه فلا يبقى للعبد إيمان.
وقال لقمان لابنه: إياك والزنى، فإن أوله مخافة آخره ندامة، ومن بعد تلقى آثامه.
وأنشدوا:
يا من خلا بمعاصي الله في الظلم ... في اللوح يكتب فعل السوء بالقلم
بها خلوت وعين الله ناظرة ... وأنت بالإثم منه غير مكتتم
فهل أمنت المولى من عقوبته ... يا من عصى الله بعد الشيب والهرم
واعلم إن من غلبه هواه افتضح، فما نال الكرامات من نالها إلا بغلبة الهوى.
كما روي أنه في بني إسرائيل رجل تزوج امرأة من بلد آخر، فأرسل بثقته إليها ليسوقها إليه، فراودته نفسه، وطالبته بها، فزجرها، واستعصم بالله، قال: فنبأه الله تعالى بترك هواه، وكان نبيا من بني إسرائيل.
وأنشدوا:
نام کتاب : بحر الدموع نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 120