نام کتاب : بحر الدموع نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 127
يا موسى خمس كلمات ختمت بهن التوراة، فإن عملت بهن، نفعك علم التوراة، وإن لم تعمل بهنّ، لم ينفعك علم التوراة:
أولهنّ: يا موسى، كن واثقا برزقي المضمون لك ما لم تر خزائني نفدت.
الثانية: يا موسى، لا تخافنّ سلطان الأرض ما لم تر سلطاني زائلا.
والثالثة: يا موسى، لا تجسس عن عيب أحد ما لم تخل من العيوب.
الرابعة: يا موسى، لا تدعنّ محاربة الشيطان ما دام روحك في جسدك.
الخامسة: يا موسى، لا تأمن عقابي ولو رأيت نفسك في الجنة.
وقال: يا أخي، إياك أن تعيّر أحدا بما فيه، فاني أخشى أن يبتليك الله ويعافيه، ولا تستر على الفاجر الظاهر فجوره، ولا على من لا يستتر بالمعصية ويعلن بها.
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يرى امرؤ من أخيه عورة، فيسترها عليه إلا أدخله الله الجنة".
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أقال مسلما عثرته، أقال الله عثرته يوم القيامة" (1)
ويقال إن أبا حنيفة رضي الله عنه كان يسكن بجواره شاب مولّع بشرب الخمر، فكان أبو حنيفة يسهر الليل على النظر في الكتب والقراءة، وكان بينه وبين الشاب جدار، فكان يشرب ويتمثل:
سأنشدهم إذا ما هم جفوني ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ويكثر التردد بهذا البيت، فكان أبو حنيفة يستأنس بكلامه.
فلما كان ذات ليلة، لم يسمع له أبو حنيفة حسا، فلما خرج لصلاة الصبح سأل عنه فقيل له: إن صاحب الشرطة لقاه مخمورا، فحمله إلى السجن، فلما صلى أبو
(1) أبو داود 3460، ابن ماجه 2199، وصححه الحاكم.
نام کتاب : بحر الدموع نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 127