نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 145
مخالط الناس في الدّنيا على خطر ... وفي بلاءٍ وصفو شيب بالكدر
كراكب البحر إن تسلم حشاشته ... فليس يسلم من خوف ومن حذر
وقال قدامة بن إبراهيم الجمحى:
العجز ضعف ومالجزم من ضررٍ ... وأحزم الحزم سوء الظنّ بالناس
لا تترك الحزم في أمر تحاذره ... فإن أصبت فما بالحزم من باس
أنشدني عبد الرّحمن بن أبان، عن عثمان، قال: أنشدني أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدى لنفسه:
أشعرن قلبك ياسا ... ليس هذا الناس ناسا
قد مضى الإبريز منهم ... وبقوا بعد بحاسا
سامريين يقولو ... ن جميعاً مساسا
لهلال بن العلاء:
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ ... أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيّى عدّوى عند رؤيته ... لأدفع الشرّ عنّى بالتحيات
وأحسن البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد ملا قلبي محبّات
ولست أسلم ممن لست أعرفه ... فكيف أسلم من أهل المودات
وقال ابن الرومى:
يا ذا الذي منه التغي ... ر والتّنكر والنبوّ
إن كان أدر كك الملا ... ل فقد تداخلني السّلوّ
وقال آخر:
قد كنت عبداً والهوى مالكى ... فصرت حرّا والهوى خادمى
وصرت بالوحدة مستأنساً ... من شرّ أولاد بني آدم
ما في اختلاط الناس خير ولا ... ذو الجهل بالأشياء كالعالم
يا عاذلى في تركهم جاهلا ... عذرى منقوش على خاتمي
وكان في خاتمه منقوشاً: " وما وجدنا لأكثرهم من عهد " وقال منصور الفقيه:
نفرت من كلّ من وثقت به ... إذ كلهم خانني ولم أخن
من لان لي جانباه لنت له ... ومن أبي أن يلين لم ألن
وقال آخر:
هذا زمانٌ ليس إخوانه ... يامعشر الناس بإخوان
إخوان سوءٍ كلّهم فاسقٌ ... له لسانان ووجهان
يلقاك بالبشر وفي قلبه ... داءٌ يواريه بكتمان
حتّى إذا ما غبت عن وجهه ... رماك في الغيب ببهتان
يأيها المرء فكن واحداً ... فرداً ولا تأنس بإنسان
منصور الفقيه:
الناس بحرٌ عميقٌ ... والبعد منهم سفينه
وقد نصحتك فانظر ... لنفسك المسكينه
طرفة بن العبد:
كلّ خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه
كلهم أروع من ثعلب ... ماأشبه الليلة بالبارحه
وقال منصور الفقيه:
يا أخا الدّهر إن وفا ... وأخا الدهر إن غدر
كن من الناس كيف شئ ... ت على غاية الحذر
كان يقال: صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار وقال ابن وكيع:
فسد الناس كلّهم وانقضى الودّ ... فما في الورى أخٌ ذو صفاء
وأرى طالب الفرار من النا ... س ومرتاد مربهم في بلاء
ذاك بالانقباض يكسب المق ... ت ويعزى به إلى الكبرياء
وأخو الانبساط يخشى انقلاباً ... من صديق يضيع حق الإخاء
وإذا ما الصديق عاد عدواً ... فهو مستفرهٌ من الأعداء
وقال منصور الفقيه:
في الناس خيرٌ كثيرٌ ... والشرفى الناس أكثر
وقد نصحتك حهدى ... فانظر لنفسك واحذر
فإن وثقت بقولي ... فيهم وإلا فغرر
وله أيضاً:
إنما الناس فزعةٌ ... ليس في الناس مفزع
ذم من شئت منهم ... فهو للذمّ موضع
ولما حضرته الوفاة، قال: أستغفر الله من هذين البيتين.
قال سويد بن منجوف:
قبلغّ مصبعاً عنّي رسولا ... وهل تجد النصيح بكل واد
تعلّم أن كثر من تناجى ... وإن ضحكوا إليك هم الأعادي
أنشد الزبير لأبي همهمة:
إخوة ما حضرت سرّون برّو ... ن فإن غبت فالسّباع الجياع
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 145