نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 165
قال ابن عباس: قد تقطع الرحمّ، وقد تكفر النعمى، ولا شئ كتقارب القلوب. وفي رواية أخرى عنه، تكفر النعمة، والرحم تقطع، والله يؤلف بين القلوب، وإذا قارب بين القلوب لم يزحزها شئٌ أبداً، ثم تلا: " لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكنّ الله ألّف بينهم ".
كان يقال: لا تؤدى حقّ الرحم إلا بأن تصل من أدلى بها إذا قطعك، وتعطيه إذا حرمك.
قال الشاعر:
وجدت قريب الودّ خيراً وإن نأى ... من الأبعد بعدّ الود القريب المناسب
ورب أخ لم يدنه منك ولدٌ ... أبرٌ من ابن الأم عن النوائب
ورب بعيد حاضرٍ لك نفعه ... وربّ قريبٍ شاهدٍ مثل غائب
ولمنصور الفقيه:
مناسبك الأدنى أشدّ عداوةً ... وكفراً لما أوليته من عداتكا
يقول الذي بيني وبينك موجبٌ ... عليك لعمري أثرتي بحياتكا
وما خير من يمسي ويصبح ساخطا ... على الله في تأخيره لمماتكا
وقال آخر:
أشدّ عداوةً وأفلّ نفعاً ... من الرجل البعيد الأقربونا
وقال آخر:
ولا خير في قربي لغيرك نفعها ... ولا في صديق لا تزال تعاتبه
يخونك ذو القربى مراراً وربمّا ... وفي لك عند الجهد من لا تناسبه
قالت الأعرابي:ابن عمك عدوك وعدو عدوك.
قال الفضل بن العباس اللهبي في بني امية:
مهلا بني عمنا عن نحت أثلتنا ... سيروا قليلاً كما كنتم تسيرونا
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم ... وأن نكفّ الأذى عنكم وتؤذونا
مهلا بني عمنا مهلاً موالينا ... لاتنشروا بيننا ما كان مدفونا
الله يعلم أنّا لا نحبكم ... ولا نلومكم ألا تحبونا
كل يداجى على البغضاء صاحبه ... بنعمة الله نقليكم وتقلونا
قال مضرّس بن لقيط الفقعسى:
فقدت موالى الذين كأنهم ... دماميل في وجهى على تنخس
ولما قتل الحسين بن علىّ، قالت بنت عقيل بن أبي طالب:
ماذا تقول إن قال النبي لكم ... ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأهلى عند منطلقى ... منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم ... أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمى
لسويد الحارثي أو غيره:
بني عمنا لا تذكروا الشّعر بعدما ... دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
فلسنا كما كنتم تصيبون مثله ... فيقبل عقلاً أو يحكم قاضيا
ولكن حكم السيف فيكم مسلطٌ ... فنرضى إذا ما السيف أصبح راضيا
فإن قلتم إنا ظلمنا فإنكم ... بدائم ولكنا أسأنا التّقاضيا
وقال الأضبط بن قريع:
فصل حبال البعيد إن وصل ال ... حبل وأوقص لبقريب إن قطعه
قال قيس بن زهير:
شفيت النفس من حمل بن بدرٍ ... وسيفي من حذيفة قد شفاني
قتلت إخوتي سادات قومي ... وقد كانوا لنا حلى الزمان
فإن أك قد شفيت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلا بناتي
قال ذو الإصبع العدواني:
ولى ابن عمّ على ما كان من خلقٍ ... مخالف لى أقليه ويقلني
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونه بل خلته دوني
الله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عني ويجزيني
ماذا علىّ وإن كنتم ذوي رحمٍ ... ألا أحبكم إذ لم تحبؤني
قال الأعشى:
وإنّ القريب من يقرّب نفسه ... لعمر أبيك الخير لا من تنسّبا
وقال آخر:
وإنّي للبّاس على المقت والقلى ... بني العمّ منهم كاشحٌ وحسود
أذبّ وأرمي بالحصى من ورائهم ... وأبدأ بالنعمى لهم وأعود
قال ابن العميد:
آخ الرجال من الأبا ... عد والأقارب لا تقارب
إن الأقارب كالعقا ... رب أو أشدّ من العقارب
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 165