لا يسقطُ ورقُها، وإنَّها مثلُ المسلم، فحدِّثوني ما هي؟ " فوقع الناس في شجر البوادي[1]. قال عبد الله: ووقع في نفسي أنَّها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله؟ فقال: "هي النخلة".
قال: فذكرتُ ذلك لعمر. قال: لأَنْ تكون قلتَ: هي النخلة، أحبّ إليّ من كذا وكذا[2]. وهذا لفظ مسلم.
ورواه البخاري من طريق سليمان، عن عبد الله بن دينار به[3].
ومن طريق مالك، عن عبد الله بن دينار به[4].
وروى البخاري ومسلم عن ابن أبي نُجيح، عن مجاهد قال: صحِبتُ ابنَ عمر إلى المدينة فلم أَسمعهُ يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأُتي بجُمّار، فقال: "إنَّ من الشجر شجرةً مثلها كمثل المسلم". فأردتُ أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة" [5].
ورواه البخاري من طريق أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل جُمَّاراً، فقال: "من الشجر شجرةٌ كالرجل المؤمن". فأردتُ أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أحدثهم. قال: "هي النخلة" [6]. [1] أي: "ذهبت أفكارهم في أشجار البادية، فجعل كلٌّ منهم يفسِّرها بنوع من الأنواع، وذهلوا عن النخلة". فتح الباري لابن حجر (1/146) . [2] البخاري (1/38) ، ومسلم (4/2164) . [3] البخاري (1/38) . [4] البخاري (1/63) . [5] البخاري (1/43) ، ومسلم (4/2165) . [6] البخاري (2/115) .