أنَّ ذلك لكونها خُلقت من فضلة طين آدم، فإنَّ الحديث في ذلك لم يثبت، والله أعلم"[1].
بما تقدّم يُعلم أنَّ الإيمان شجرةٌ مباركة عظيمةُ النفع غزيرةُ الفائدة كثيرةُ الثمر، لها مكان خاص تُغرس فيه، ولها سقيٌ خاص، ولها أصل وفرع وثمار.
أمَّا مكانها فهو قلب المؤمن، فيه توضع بذورها وأصولها، ومنه تتفرّع أغصانها وفروعها.
وأمّا سقيها فهو الوحي المبين، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فبه تُسقى هذه الشجرة، ولا حياة لها ولا نماء إلا به.
وأمّا أصلها فهو أصول الإيمان الستة وأعلاها الإيمان بالله تعالى، فهو أصل أصول هذه الشجرة المباركة.
وأمّا فروعها فهي الأعمال الصالحة والطاعات المتنوّعة والقربات العديدة التي يقوم بها المؤمن.
وأمّا ثمراتها فكلُّ خير وسعادة ينالها المؤمن في الدنيا والآخرة، فهو ثمرة من ثمار الإيمان ونتيجة من نتائجه.
وقد أفرد الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في هذا الباب رسالة لطيفة أسماها: "التوضيح والبيان لشجرة الإيمان" أتى فيها على أهمّ معالم هذه الشجرة المباركة شجرة الإيمان بدأها رحمه الله بتفسير الإيمان وبيان حدِّه، ثمّ ثنّى بذكر أصوله ومقوّماته ومن أيّ شيء يستمدّ، ثم ثلّث بذكر فوائده وثمراته، وانطلق في ذلك رحمه الله من الآية الكريمة المتقدّمة المشتملة على تمثيل كلمة الإيمان في قلب المؤمن التي هي أفضل الكلمات بالنخلة التي هي أطيب الأشجار. [1] فتح الباري (1/147) .