نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 157
ذكر تلبيس إبليس عليهم فِي الصلاة
قال المصنف: وَقَدْ ذكرنا تلبيسه عَلَى العباد فِي الصلاة وَهُوَ بذلك يلبس عَلَى الصوفية ويزيد وَقَدْ ذكر مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي أن من سنتهم التي ينفردون بِهَا وينتسبون إليها صلاة ركعتين بعد لبس المرقعة والتوبة واحتج عَلَيْهِ بحديث تمامة بْن أثال أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره حين أسلم أن يغتسل.
قَالَ المصنف: وما أقبح بالجاهل إذا تعاطى مَا ليس من شغله فَإِن ثمامة كان كافرا فاسلم وإذا أسلم الكافر وجب عَلَيْهِ الغسل فِي مذهب جماعة من الفقهاء منهم أَحْمَد بْن حنبل وأما صلاة ركعتين فما أمر بِهَا أحد من العلماء لمن أسلم وليس فِي حديث ثمامة ذكر صلاة فيقاس عليه وهل هذ إلا ابتداع فِي الواقع سموه سنة ثم من أقبح الأشياء قوله أن الصوفية ينفردون بسنن لأنها إن كانت منسوبة إِلَى الشرع فالمسلمون كلهم فيها سواء والفقهاء أعرف بِهَا فما وجه انفراد الصوفية بِهَا وإن كانت بآرائهم فإنما انفردوا بِهَا لأنهم اخترعوها.
ذكر تلبيس إبليس عَلَى الصوفية فِي المساكن
قال المصنف: أما بناء الأربطة فان قوما من المتعبدين الماضين اتخذوها للانفراد بالتعبد وهؤلاء إذا صح قصدهم فهم عَلَى الخطأ من ستة أوجه أحدها أنهم ابتدعوا هَذَا البناء وإنما بنيان أهل الإسلام المساجد والثاني أنهم جعلوا للمساجد نظيرا يقلل جمعها والثالث أنهم أفاتوا أنفسهم نقل الخطأ إِلَى المساجد والرابع أنهم تشبهوا بالنصارى بانفرادهم بالأديرة والخامس أنهم تعذبوا وهم شباب وأكثرهم محتاج إِلَى النكاح والسادس أنهم جعلوا لأنفسهم علما ينطق بأنهم زهاد فيوجب ذلك زيارتهم والتبرك بهم وإن كان قصدهم غير صَحِيح فإنهم قد بنوا دكاكين للكوبة[1] ومناخا للبطالة وأعلاما لإظهار الزهد وَقَدْ رأينا جمهور المتأخرين منهم مستريحين فِي الأربطة من كد المعاش متشاغلين بالأكل والشرب والغناء والرقص يطلبون الدنيا من كل ظالم ولا يتورعون من عطاء ماكس وأكثر أربطتهم قد بناها الظلمة ووقفوا عليها الأموال الخبيثة وَقَدْ لبس عليهم إبليس أن مَا يصل إليكم رزقكم فأسقطوا عَنْ أنفسكم كلفة [1] الكوبة: النرد وقيل الطبل.
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 157