نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 223
قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب اللَّه وسنة نبيه مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنبأنا أَبُو المظفر عَبْد المنعم بْن عَبْدِ الكريم القشيري قَالَ حَدَّثَنَا أبي قَالَ سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول سمعت مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شاذان يَقُول سمعت أبا بَكْر النهاوندي يَقُول سمعت عليا السائح يَقُول سمعت أبا الحارث الأولاسي يَقُول رأيت إبليس فِي المنام عَلَى بعض سطوح أولاس وأنا عَلَى سطح وعلى يمينه جماعة وعلى يساره جماعة وعليهم ثياب لطاف فَقَالَ لطائفة منهم قولوا وغنوا فاستغرقني طيبة حتى هممت أن أطرح نفسي من السطح ثم قَالَ أرقصوا فرقصوا أطيب مَا يكون ثم قَالَ لي يا أبا الحارث مَا أصبت مِنْكُمْ شيئا أدخل به عليكم إلا هَذَا.
ذكر تلبيس إبليس عَلَى الصوفية فِي الوجد.
قال المصنف رحمه اللَّه: هذه الطائفة إذا سمعت الغناء تواجدت وصفقت وصاحت ومزقت الثياب وَقَدْ لبس عليهم إبليس فِي ذلك وبالغ وقد احتجوا بما أَخْبَرَنَا به أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الفضل الكرماني قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ سَهْل بْن عَلِيٍّ الخشاب قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نصر عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيٍّ السراج الطوسي قَالَ وَقَدْ قيل لَهُ أنه لما نزلت: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} صاح سلمان الْفَارِسِيّ صيحة ووقع عَلَى رأسه ثم خرج هاربا ثَلاثَة أيام واحتجوا بما أَخْبَرَنَا به عَبْد الْوَهَّاب بْن الْمُبَارَك الْحَافِظ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن عَبْدِ الجبار قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الخياط قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دوست قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن صفوان قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد القرشي قَالَ وأَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الجعد قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش عَنْ عِيسَى بْن سليم عَنْ أبي وائل قَالَ خرجنا مَعَ عَبْد اللَّهِ ينظر إِلَى حديدة فِي النار فنظر الربيع إليها فمال ليسقط ثم أن عَبْد اللَّهِ مضى حتى أتينا عَلَى أنون على شاطىء الفرات فلما رآه عَبْد اللَّهِ والنار تلتهب فِي جوفه قرأ هذه الآية: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} إِلَى قوله {ثُبُوراً كَثِيراً} فصعق الربيع واحتملناه إِلَى أهله ورابطه عَبْد اللَّهِ حتى يصلي الظهر فلم يفق ثم رابطه إِلَى العصر فلم يفق ثم رابطه إِلَى المغرب فأفاق فرجع عَبْد اللَّهِ إِلَى أهله قالوا وَقَدِ اشتهر عَنْ خلق كثير من العباد أنهم كانوا إذا سمعوا القرآن فمنهم من يموت ومنهم من يصعق ويغشى عَلَيْهِ ومنهم من يصيح وهذا كثير فِي كتب الزهد والجواب أما مَا ذكره عَنْ سلمان فمحال وكذب ثم ليس لَهُ إسناد والآية نزلت بمكة وسلمان إنما أسلم بالمدينة ولم ينقل
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 223