نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 229
اللَّه قَالَ كذبت قَالَ بلى ورب هذه البنية قَالَ ويحك إن كنت صادقا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ليدخل جوف أحدهم وَاللَّه مَا هكذا كان أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فصل: فإن قَالَ قائل فنفرض أن الكلام فيمن اجتهد فِي دفع الوجد فلم يقدر عَلَيْهِ وغلبه الأمر فمن أين يدخل الشَّيْطَان فالجواب إنا لا ننكر ضعف بعض الطباع عَنِ الدفع إلا أن علامة الصادق أنه لا يقدر عَلَى أن يدفع ولا يدري مَا يجري عَلَيْهِ فهو من جنس قوله عز وجل: {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} . وقد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي نا حمد بْن أحمد نا أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ ثنا إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ اللَّهِ ثنا محمد بن إسحق الثقفي ثني حاتم بْن الليث الْجَوْهَرِيّ ثنا خالد بْن خداش قال قرىء عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن وهب كتاب أهوال القيامة فخر مغشيا عَلَيْهِ فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد ذلك بأيام.
قال المصنف رحمه اللَّه: قلت وَقَدْ مات خلق كثير من سماع الموعظة وغشي عليهم قلنا هَذَا التواجد الذي يتضمن حركات المتواجدين وقوة صياحهم وتخبطهم فظاهره أنه متعمل وَالشَّيْطَان معين عَلَيْهِ. قَالَ المصنف رحمه اللَّه فَإِن قيل فهل فِي حق المخلص نقص بهذه الحالة الطارئة عَلَيْهِ قيل نعم من جهتين أحدهما أنه لو قوى العلم أمسك والثاني أنه قد خولف به طريق الصحابة والتابعين ويكفي هَذَا نقصا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن عَلِيٍّ المقري نا هِبَة اللَّهِ بْن عَبْدِ الرزاق السني وأَخْبَرَنَا سَعِيد بْن أَحْمَدَ بْن البنا نا أَبُو سَعْد مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ ارستمي قالا نا أَبُو الْحُسَيْن بْن بشران نا أَبُو علي إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار ثنا سعدان بْن نصر ثنا سفيان بْن عيينة قَالَ سمعت خلف بْن حوشب يَقُول كان خوات يرعد عند الذكر فَقَالَ لَهُ إبراهيم إن كنت تملكه فلا أبالي أن لا أعتد بك وإن كنت لا تملكه فقد خالفت من كان قبلك وفي رواية فقد خالفت من هو خير منك.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه قلت: إِبْرَاهِيم هو النخعي الفقيه وكان متمسكا بالسنة شديد الاتباع للأثر وَقَدْ كان خوات من الصالحين البعداء عَنِ التصنع وهذا خطاب إبراهيم لَهُ فكيف بمن لا يخفي حاله فِي التصنع.
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 229