نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 47
الإسلام بل فيهم من يصوم رمضان ويصلي ثم يأخذ فِي الاعتراض عَلَى الخالق وعلى النبوات ويتكلم فِي إنكار بعث الأجساد ولا يكاد يرى منهم أحد إلا ضربه الفقر فأضر به فهو عامة زمانه فِي تسخط عَلَى الأقذار والاعتراض عَلَى المقدر حتى قَالَ لي بعضهم أنا لا أخاصم إلا من فوق الفلك وكان يَقُول أشعار كثيرة فِي هَذَا المعنى فمنها قوله فِي صفة الدنيا قَالَ:
أتراها صنعة من غير صانع ... أم تراها رمية من رام
وقوله:
واحيرتا من وجود مَا تقدمه ... منا[1] اختيار ولا علم فيقتبس
كأنه فِي عماء مَا يخلصنا ... مِنْهُ ذكاء ولا عقل ولا شرس2
ونحن فِي ظلمة مَا إن لها قمر ... فيها يضيء ولا شمس ولا قبس
مدلهين حيارى قد تكنفنا ... جهل يجهمنا[3] فِي وجهه عبس
فالفعل فيه بلا ريب ولا عمل ... والقول فيه كلام كله هوس
فصل: ولما كانت الفلاسفة قريبا من زمان شريعتنا والرهبنة كذلك مد بعض أهل ملتنا يده إِلَى التمسك بهذه وبعضهم مد يده إِلَى التمسك بهذه فترى كثيرا من الحمقى إذا نظروا فِي باب الاعتقاد تفلسفوا وإذا نظروا فِي باب التزهد ترهبنوا فنسأل اللَّه ثباتا عَلَى ملتنا وسلامة من عدونا إِنَّهُ ولي الإباحة. [1] وفي نسخة اختبار.
2 أي سوء خلق. [3] أي يلقي بالغلطة.
ذكر تلبيسه عَلَى أصحاب الهياكل"
وهم قوم يقولون إن لكل روحاني من الروحانيات العلوية هيكلا أعني جرما من الأجرام السماوية هو هيكله ونسبته إِلَى الروحاني المختص به نسبة أبداننا إِلَى أرواحنا فيكون هو مدبره والمتصرف فيه فمن جملة الهياكل العلوية السيارات والثوابت قالوا ولا سبيل لها إِلَى الروحاني بعينه فيتقرب إِلَى هيكله بكل عبادة وقربان وقال آخرون منهم لكل هيكل سماوي شخص من الأشخاص السفلية عَلَى صورته وجوهره فعمل هؤلاء الصور ونحتوا الأصنام وبنوا لها بيوتا.
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 47