كان محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم أنبياء الله وخاتم رسله، كانت معجزته باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
“ للقرآن خصائص عظيمة منها: حفظ الله له من الزيادة والنقصان “
أمة الإسلام، لقد خص الله هذا القرآن العظيم بخصائص عظيمة لم تكن لكتاب من كتب الله السابقة.
فمن خصائصه: أن الله حفظه فلا تتطرق إليه أيدي العابثين زيادة فيه أو نقصانا منه، يقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [1] ، فهذا القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله، لا يستطيع أحد أن يزيد فيه أو ينقص منه مهما بذل جهده، وكم نسب إلى الله في الكتب السابقة ما لم يقله الله، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [2] ، أما القرآن الكريم فمحفوظ بحفظ الله، تحدى الله العرب أن يأتوا بعشر سور منه، أو بسورة، بل بآية، إلى أن قال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [3] .
“ ومن خصائصه: أن الله جعله مهيمنا على ما سواه من الكتب “
ومن خصائص القرآن الكريم أن الله جعله مهيمنا على ما سواه من الكتب، جامعا لمعاني ما سلفه من الكتب، يحق الحق ويبطل الباطل، يقول الله -عز وجل-: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [4] . [1] سورة الحجر الآية 9 [2] سورة البقرة الآية 79 [3] سورة الإسراء الآية 88 [4] سورة المائدة الآية 48