وكرامته، فله الفضل والمنة، والبلد الأمين يعيش أمنا واستقرارا ومواصلة للجهود ومضاعفة لكل جهد في سبيل راحة الحجيج، فاشكروا الله على هذه النعمة، واسألوا الله لولاة المسلمين التوفيق والسداد والهداية.
“ وجوب الحج مرة في العمر وذكر منافعه “
حجاج بيت الله الحرام، إن الله افترض الحج على أمة الإسلام وجعلها خامس أركان الإسلام، أوجبها على المسلم القادر ببدنه وماله في عمره مرة، متى أداه فقد برئت ذمته.
خطب نبيكم -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا " فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم "، ثم قال: " ذروني ما تركتكم [1] » فصلوات الله وسلامه عليه أبدا دائما إلى يوم الدين.
بين الله الحكمة من الحج فقال: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [2] ، إن هذه المنافع عظيمة، فمن أجل وأعظم تلك المنافع ما حدا بالمؤمن إلى أن يفارق أهله وبلده وماله استجابة لله وتلبية لنداء الخليل -عليه السلام-، إنه الإيمان الراسخ في القلب.
ومن تلكم المنافع ما يراه المسلم من التحام صفوف المسلمين في هذه المشاعر المقدسة رغم اختلاف اللون واللغة والجنس، ولكن وحدتهم رابطة الإيمان وجمعتهم أخوة الإسلام، إن المسلم يرى هذا الدين قويا عزيزا، ولا يزال ولله الحمد قويا عزيزا – رغم ما بذل الأعداء من محاربة لهذا الدين – فلا يزال ولله [1] أخرجه مسلم في صحيحه، وسبق تخريجه في خطبة عام (1402 هـ) ، الهامش (7) [2] سورة الحج الآية 28