والتحذير من مخالفته، كما نرى ذلك في المملكة العربية السعودية من تطبيق لشرع الله والدعوة إلى سبيله فينبغي للعبد المؤمن أن يتقرب إلى الله بالدعاء لهم في كل وقت لأن صلاحهم صلاح للأمة وفسادهم فساد للأمة.
ولذا ينبغي التنبه لما قد يقع فيه بعض من لا علم له من الوقيعة والطعن على الأئمة ولعنهم ويجعل من ذلك مادة يقضي بها وقته وهو بذلك يقع في الإثم.
وفرق بين النصح الرشيد والتهجم والطعن والسب؛ لأن النصيحة لولاة الأمور والأئمة ضرورة، أما لعنهم وسبهم ففيه خطر التمزق وضياع الحقوق وهذا مما يفرح أعداء المسلمين ويثلج صدورهم. ثم اعلموا رحمكم الله أن صلاح الأئمة صلاح لشعوبهم وعن أبي أمامة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا الأئمة وادعوا لهم بالصلاح فإن صلاحهم لكم صلاح» [1] وفي هذا الحديث تأكيد لما ينبغي عليه المسلم أن ينصح وأن يدعو الله بالصلاح لمن ولاه الله أمر المسلمين.
وهو من اجتماع الكلمة التي حث أمته عليه صلى الله عليه وسلم. فعن أم الحصين الأحمسية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بعرفات وهو يقول: «ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوه» قال عبد الله (يعني ابن أحمد بن حنبل رحمه الله) وسمعت أبي [1] قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير عن شيخه ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.