الخطبة الثانية: الحمد لله كثيرًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى. واحذروا سخط الجبار فإن أقدامكم على النار لا تقوى.
واعلم أخي المسلم أن لك نفسًا أمارة بالسوء تدعوك لشهواتها ورغباتها. وتزين لك وساوس الشيطان وتحثك على اتباعها. فاحذر منها كل الحذر وتحصن بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واجعل لسانك مشغولًا بذكر الله، وبدنك معمورًا بطاعة الله، يحفظك الله من كل سوء ويهديك لكل خير وسعادة.
واتق الله حيثما كنت يجعل لك من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ويرزقك من حيث لا تحتسب.
عباد الله: إن الله تعالى قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]
اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن بقية الصحابة أجمعين، وأهل بيته الطيبين الطاهرين. وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم