[الزكاة ومكانتها]
الزكاة ومكانتها الحمد لله حق حمده والصلاة على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه واهتدى بهديه إلى يوم لقاه.
أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله واعلموا أن المؤمن لا يكون مؤمنًا حقًا حتى يخضع لأوامر الله وينقاد لها، وقد فرض الله عليكم فرائض بإقامتها سعادتكم، فرض عليكم الزكاة، وفرض على كل مسلم قادر مالك للنصاب، مستوف للشروط القيام بها في كل عام.
وللزكاة فوائد كبيرة لا تخفى، فمنها: تأليف قلوب الأغنياء للفقراء، وسد حاجتهم وخلتهم، والحيلولة بينهم وبين الانحراف وارتكاب الجرائم أو أن تمتد أيديهم إلى أموال الناس أو إلى أنفسهم.
إن الزكاة تزكية وتطهير للمال وللمزكي نفسه، ولمن يقبل الزكاة ويأخذها من الفقراء وتزكية للمجتمع الذي يؤدي أغنياؤه زكاة أموالهم.
أما تزكيتها للمال: فهي تنميه وتربيه وتطهره وتؤدي إلى البركة فيه، وأما تزكيتها وتطهيرها لنفس المزكي فإنها تطهرها من البخل والشح وعبادة المال التي هي إشراك بالله سبحانه وتعالى.
وأما تزكيتها لنفس الفقير، فهي تطهرها من الحقد والغل والحسد والتطلع إلى ما في أيدي الآخرين وتحول بينها وبين الوقوع في حبائل الشيطان وارتكاب الجرائم.