عباد الله: لقد سمعتم عقوبة الراشي والمرتشي في الآخرة وهي اللعن والطرد عن رحمة الله وسمعتم شيئًا من مفاسدها في المجتمع ألا يكون في ذلك رادع عنها لكل مؤمن يخشى الله ويخاف عقابه ولكل مخلص يحافظ على دينه ومجتمعه كيف يرضى أن يعرض نفسه لعقوبة الله، كيف يرضى أن يذهب دينه وأمانته من أجل حطام الدنيا لا يدري لعله لا يأكله فيموت قبل أن ينعم به كيف يليق بالعاقل أن يسعى في فساد المجتمع وهلاكه. إن الأعمال أيها المسلمون دروس يأخذها الناس بعضهم من بعض فإذا فشت الرشوة في جهة من جهاته انتشرت في بقية الجهات وصار من عمل بها مقتديًا به إلى يوم القيامة.
فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على دينكم وأمانتكم وفكروا قليلًا أي خير لكم أن تكونوا قائمين بالعدل بعيدين عن الدناءة حائزين لرضاء الله ومثوبته أم تكونوا جائرين مُخْلِدين إلى الأرض متعرضين لسخط الله وعقوبته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا - إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا - لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 70 - 73]
اللهم وفقنا للهدى واعصمنا من أسباب الجهل والردى وسلمنا من آفات النفوس واختم بالصالحات أعمالنا واغفر لنا ولجميع المسلمين. أقول