أيها المسلمون - فإن قليله يجر إلى كثيره ومن أكثر من شيء عرف به. الزموا الصدق فإن من لزم الصدق نجا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] وقال تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [المائدة: 119]
الخصلة الثانية من خصال المنافق أنه: «إذا اؤتمن خان» أي إذا كانت عنده أمانة من الأموال أو الحقوق أو الأسرار أضاعها ولم يحفظها، فأكل الوديعة أو جحدها، أو أهدر الحقوق وأفشى الأسرار. وإذا ولى عملاً من أعمال المسلمين تلاعب فيه بالمحاباة وأخذ الرشوة وتعطيل مصالح المسلمين.
الخصلة الثالثة من خصال المنافق أنه: «إذا عاهد غدر» فهو ينكث العهود التي بينه وبين الله والعهود التي بينه وبين الخلق، فلا يفي بالعهد الذي أمر الله بالوفاء به في قوله تعالى: {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34] وقوله: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: 91] والغدر بالعهود حرام حتى ولو كانت المعاهدة مع الكفار فقد أمر الله بالوفاء بعهودهم إذا قاموا عليها ولم ينقصوا منها شيئًا، فما بالك بالعهود مع المسلمين ومن أعظمها عهد الإمام.
وكذلك جميع العقود الجارية بين المسلمين في المبايعات والإجارات وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان» ، ومن صفات المنافق أنه «إذا خاصم فجر» فلا يتورع عن أموال الخلق وحقوقهم فيخاصم بالباطل ليستولي على حق غيره ويضلل الحاكم بشهادة الزور والأيمان الكاذبة والوثائق المصطنعة، فإذا كان ذا قدرة عند