responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 101
بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [1]، ويمضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حد أن يجعل من هذا الحب المتبادل المتساوي شرطًا للإيمان: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" [2].
من هذه الإدانة الكاملة للأنانية في جميع أشكالها استخرج الضمير الإنساني العام مبدأ شمولية الواجب وتبادليته.
فلم يفعل "كانت" إذن في البداية سوى أن سجل هذا القانون، ولاحظه كواقع للضمير. ومع أنه قد أوضح نقص هذه الأقوال القديمة، وعجزها عن تقديم القانون الأخلاقي الكامل[3] -نجده يبني كل نظامه ابتداء من الفكرة الموحاة في هذه المأثورات.
والواقع أنه يعتمد في وضع القاعدة الجوهرية للحكم الخاضع لقوانين العقل العملي المحض -على حكم "الإدراك العادي"، وهي القاعدة التي يصوغها على هذا النحو: "سل نفسك إذا ما كان العمل الذي تهم به يمكن أن يحدث افتراضًا، طبقًا لقانون الطبيعة التي أنت جزء منها -هل تستطيع إرادتك -مع ذلك- أن تقبله على أنه ممكن؟ ".
ويستطرد قائلًا على سبيل المثال: "كل منا يعرف جيدًا أنه إذا سمح لنفسه أن يخدع خفية فلن يكون ذلك سببًا في أن يسلك كل الناس نفس السلوك، وإذا ما نظر أحدنا بلامبالاة كاملة إلى بؤس الآخرين, فلن يترتب على ذلك أن يقف الناس جميعًا نفس الموقف من بؤسه"[4].

[1] البقرة: 267.
[2] البخاري, كتاب الإيمان, الباب السادس، ويضيف النسائي: عبارة "من الخير".
[3] انظر: Kant: Fondement de la metaphisique des moeurs p 153
[4] Kant: Critigre de la R. Pratique, P. 71-2.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست