responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 198
معين "وحينما لا يستهدف هذا الضغط إلغاء إرادتنا كلية، كما في حالة التنويم أو الجنون" -نستطيع أيضًا، وبكل حرية، أن نختار، دون إكراه أو اضطرار؟
ولكي نزيد الأمر تحديدًا: فإن الأمر يتصل بمعرفة ما إذا ما كنا، ونحن نختار الشر في ظروف ترجح جانبه -نستطيع أن نختار الخير "والعكس".
وفي كلمة واحدة: هل نحن حقًّا -تبعًا للخيار الذي نقوم به- صناع لثوابنا، أو شركاء في شقائنا الأخلاقي؟
إننا لا نمضي إلى حد الإدعاء بأن لدى جميع الناس قوة متساوية على فعل الخير والشر، وبأن هذه القوة توجد عند الفرد الواحد، في مختلف الظروف. فالهبوط أيسر من الصعود، سواء بالمعنى المادي، أو بالمعنى الأخلاقي. ومن الممكن أن نقول: إن لدى الإرادة بعامة ميلًا إلى متابعة الخير المحسوس، العاجل، أكثر من الخير الروحي أو الآجل، ذلك أنها قد تشعر بالكثير من الصعوبة في أن تتبع أوامر العقل، أكثر مما تجده في السير وراء الميول الفطرية، والعادات الموروثة أو المكتسبة. وربما كان أكثر دقة أن نقول: إن جميع الأشخاص لا يجدون نفس اللذة بالنسبة إلى كل الرذائل، فلكل إنسان نقطة ضعفه الصغيرة، ومن هنا يقاوم بعض الغوايات بصورة أقل شدة مما يقاوم به بعضها الآخر. وكل ما في الأمر أننا ينبغي ألا نضخم هذه الصعوبة، إلى حد أن نجعل منها نوعًا من الاستحالة.
ولعل ليبنز leibniz يقول لنا:
"أليس قانونًا شاملًا أن كل قوة تعمل حيث تجد مزيدًا من اليسر، وقليلًا من المقاومة؟ ... فلماذا تريدون أن تجعلوا من القوة الأخلاقية استثناء من القاعدة؟ ".

نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست