ولا في بهائمك، ويرد الرب عنك كل مرض ... وتأكل كل الشعوب الذين الرب إلهك يدفع إليك"[1].
ولنا أن نتساءل -أمام غزارة هذا الأمر ذي الفكرة الوحيدة- عما إذا كان موسى وهو يصرخ بترتيله:
"ترشد برأفتك الشعب الذي فديته ... تهديه بقوتك إلى مسكن قدسك"2
-قد قصد أصلًا بهذا "المسكن" شيئًا آخر غير الأرض الموعودة وراء نهر الأردن، بلد الكنعانيين ... إلخ. ومع ذلك فهذا هو التفسير الذي تقدمه لنا الفقرة الأخرى: "سكناه تطلبون، وإلى هناك تأتون، وتقدمون إلى هناك محترقاتكم، وذبائحكم، وعشوركم"[3].
وهكذا لا نصادف منذ آدم حتى موسى، إلى آخر عهده، أية إشارة في أي مكان, إلى حياة بعد الموت، كأنما لم يكن لعقيدة الحياة الأخرى مكان في أديانهم[4].
ولكن لنقلب الصفحات، ولنصل بطفرة واحدة إلى "العهد الجديد"، ولسوف نستمع هنا إلى نغمة جديدة كل الجدة، هنا يحس المرء بشعور جلي [1] سفر التثنية, الإصحاح السابع 12-16، وانظر كذلك الإصحاح الحادي عشر 13 وما بعدها.
2 الخروج 15-13. [3] التثنية 21/ 5-6. [4] هذا بخلاف ما يقوله لنا القرآن عنهم في سورة الشعراء 87: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُون} ، وفي الأعراف 156: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} .