responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 286
ولذلك ألزمنا أنفسنا -أولًا- ألا نختار من القرآن سوى ما يتصل بالتعليم القرآني، بالمعنى الدقيق للكلمة، أعني: مستقلًّا عن التعاليم السابقة عليه، والمذكورة فيه[1], ثم إننا لم نقف إلا عند النصوص التي لا تحمل في نظرنا أدنى لبس أو غموض[2].
وأخيرًا، عندما يكون المسوغ الباطن غير مانع للاعتبارات الأخرى، فإننا لم نقبل سوى النصوص التي يحتل فيها العنصر الباطن المكان الأول.
وغالبًا ما نجد أن المبادئ المسوغة التي ذكر القرآن أنه يعتمد عليها -مستعملة في صورة تفسير، وأحيانًا تكون هي موضوع الأمر، حتى إننا لو دعونا الأشياء بأسمائها لقلنا: إنها تستعمل كعلة، وكأمر معلول.
والآن بعد هذا التوضيح لننظر أولًا كيف أن القرآن، وهو يوجه نظريته العامة، يحرص هنا على أن يرينا ما تكون هذه النظرية، وما لا تكون في ذاتها، وأن ينفي عنها النقائص التي تعيب كل نظرية باطلة أو ذات غرض، وأن يثبت لها الصفات الخاصة القادرة على إقناع العقول المغرمة بالحقيقة.
إنه يعلن أنه ليس بقضية تكسب، ولا هو بنظام يبتغي مؤسسه أن

[1] لنذكر على هامش الحديث أن القرآن لم يقصر عن تقديم ما سبقه من الوحي، بنفس النغمة النزيهة، وهو وحي لا يدعي القرآن إلا أنه جاء مصدقًا له، ومكملًا.
[2] ولكي نتجنب شكًّا كهذا استبعدنا من هذه الطائفة جميع الأحكام التي تشتمل على القول: "ذلك خير لكم"، وهو تعبير يقبل تفسيرين مختلفين، فإما أن يكون: ذلك أكثر نفعًا لكم، بما في ذلك المكافأة، وإما أن في ذلك خيرًا كبيرًا لأنفسكم، من أجل اكتمال وجودكم الخاص. ولهذا السبب أغفلنا من بين الأحكام التي تدين ظلم الإنسان لنفسه -الأحكام التي لا يتجه سياقها إلى تفسير تدنيسه لها. وإفسادها أخلاقيًّا، فحسب، ولكن كذلك الأحكام التي يفسر سياقها تعريض المرء نفسه للعقاب.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست