هذه الطامة؟ ومتى تقع؟ وكيف؟ لم يذكر شيء من هذا الشأن حتى الآن. وهكذا تنتهي المنطقة الوسيطة "= 20 أو62 ب".
وبهذه المرحلة الأخيرة نصبح على عتبة الجزاء بالمعنى الصحيح.
جـ: "اعتبارات النتائج المترتبة على العمل":
نتائج طبيعية: إذا نظرنا إلى هذه المجموعة الأخيرة نلاحظ أولًا قلة نسبية في النصوص التي تهتم بما نطلق عليه عمومًا: "الجزاءات الطبيعية" أي: النتائج النافعة أو الضارة التي تصدر في الأحوال العادية دائمًا عن سلوكنا الأخلاقي، كالصحة والمرض في نظام حياتنا المادية، دون تدخل ظاهر من الإرادة العليا التي تحكم الطبيعة.
ولقد استطعنا في نسق هذه الأفكار أن نميز نوعين من الأسباب المسوغة: فردية، أو عامة.
فأما ما كان من الوصايا معللًا بالخير الفردي، ناتجًا عن العمل بها، فلم نجد منه سوى أربعة نصوص، هي قوله تعالى1:
{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [2].
1 ربما أضفنا إليها نصًّا خامسًا إذا ما تمسكنا من بعض التفسيرات بالبرهان الذي جاء به القرآن لصالح إفراد الزوجة، ومنع التعدد. قوله تعالى في سورة [النساء: 3] {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} والواقع أن عددًا قليلًا من المفسرين يرون في هذا النص أسبابًا اقتصادية, "أي: تحاشوا أي عبء أسري"، ولكن أكثرية المفسرين، وأصحاب الرأي منهم يرون أنها أسباب أخلاقية "ابتعدوا ما أمكن عن أن تتركبوا ظلمًا"، وهذه الطريقة في التفسير أكثر دقة؛ لأنها أكثر احترامًا لقواعد التراكيب، فكلمة "تعولوا" لا تقبل المعنى الأول إلا بشرط أن تتضمن مفعولًا به مباشرًا، وهو غير موجود في النص. [2] النساء: 5 "= 1 ب".