أ- الجزاء الإلهي في العاجلة:
هذا الوعد بالجزاء الإلهي هو في جانب كبير منه ذو طابع أخلاقي: عقلي أو روحي، فالطابع المادي الخالص يمثل هنا، على نقيض المنهج العبراني، نسبة تافهة، إن لم يكن كمية سلبية، وسنرى الآن أي اعتدال يتفرد به القرآن وهو يعبر عن هذا النوع من الخير العاجل.
1- الجانب المادي:
والموضع الوحيد الذي ينشئ وعدًا ببعض الخير العاجل -فيما عدا العبارات الموجزة التي ذكرناها آنفًا، والتي تعلن ببساطة أن الفضيلة سوف تحصل على نصيب من ثوابها في هذه الحياة، وعلى جزء آخر "وهو الأفضل" فيما بعد -فيما عدا هذا فإن الموضع الوحيد الذي يحتوي في الظاهر عنصرًا ماديًّا قد جاء على هذا النحو في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} 1 "= [1] ب".
والقول الثاني في نفس السورة أقل من هذا تحديدًا -أعني تضمنًا للجانب المادي، وهو قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [2]. [1] الطلاق: 2-3. [2] الطلاق: 4.