الصَّالِحِين} ، وهو {وَلِيُّ الْمُتَّقِين} [1].
وأخيرًا، فكلما وقف الناس موقفًا يحترم أوامره كسبوا لديه تقديرًا أكثر: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [2].
ونقيض هذه المذكورات كلها قلما يغيب عن أعيننا، فابتعادنا عن الإيمان أو عن القاعدة يحدث انقطاعًا متفاوت القوة في علاقاتنا بالله، قد يمكن إصلاحه، وقد يعسر. إن الإنسان حينئذ -بدلًا من أن يستحق محبته- يستوجب غضبه، ونقمته، ولعناته، فضلًا عن إجراءات النكال الإيجابي، التي سوف نشرحها حسب تصنيفها: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [3]، والله {لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} و {لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين} [4] و {لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين} [5], "وهم أولئك الذين يبدءون الهجوم أو يتمادون في القتال بلا مبرر".
و {لا يُحِبُّ الظَّالِمِين} [6]، و {لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} 7، [1] 7/ 196 و45/ 19 "= 2 أ" -ولاحظوا أن هذه الوحدة، وهذا الحلف والولاية- الذي يمكن أن تحدده السور المدنية، على أنه إمداد عسكري يستهدف الدفاع على المؤمنين وحمايتهم من ضربات أعدائهم -ينبغي أن يمتدا أكثر من ذلك في اتجاه العزاء الروحي، إذ لم يكن القتال مأمور به، ولا موافقًا عليه إلا متأخرًا جدًّا، بعد نزول هذه الآيات المكية، بل إنه حتى في السور المدنية توجد آيات تعطي تحديدًا أخلاقيًّا صرفًا لهذه الولاية الإلهية للمؤمنين، وذلك مثل قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257] "= 1 ب". [2] 49/ 23 "= 1 ب". [3] 17/ 38 "= 1 أ". [4] 2/ 205 و5/ 64 "= 2 ب". [5] 2/ 190. [6] 3/ 57 و140 و42/ 40 "= 1 أو2 ب".
7 6/ 141 و7/ 31 "= 2 أ".