وهكذا نجد أن النصوص التي تذكر المتعة الروحية في السماء قد بلغت عددًا "= 102 أو70 ب".
السعادة الحسية:
وإنها لمسألة أن نعرف ما إذا كان للنفس أن تقدر على التمتع الكامل الحر، بسعادتها الذاتية، عندما تتحد ببدن معذب، أو محروم محارب في حاجاته، أو حتى مصدوم في أذواقه الجمالية. ألا تستطيع قرصة ذبابة، أو ضوضاء محرك، ورائحة قوية، وحرارة زائدة، وبرد شديد -أن تبعثر الانتباه المكب على أمور مجردة، بصورة تتفاوت عمقًا، متى ما أحسن المرء بها؟ ألا يعني تجنيب البدن هذه المكاره، وتوفير هدوء كامل بقدر الإمكان له -أننا في نفس الوقت نحرر الروح، ونتيح لها أعظم حالات الازدهار؟
حسبنا أن نقول هذا كيما نسوغ اهتمامنا بصحتنا، وبراحتنا، وابتعادنا عن الألم، وعن الموت، وحتى نقيم ذلك كله على أساس أخلاقي.
وانطلاقًا من هذا الرأي نقرر أن أي نظام للثواب الأخلاقي لا يلبي هذه المطالب الأولية للحياة المادية -سوف يكون بكل جلاء نظامًا أبتر مشوهًا. وما كان هذا النقص بالذي يمكن أن نلحظه في النظام القرآني؛ ذلك أنه لا يقتصر على أن يضمن للصالحين في الدار الآخرة عدم الموت فحسب، وهو قوله تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ} [1]، أو الحماية من الشرور. وهو قوله: {لا يَمَسُّهُمُ السُّوء} [2]، بل إنه يضمن أيضًا إبعادهم عن أماكن العذاب، {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ، لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [3]، ويضمن لهم الراحة {فَرَوْحٌ [1] 44/ 56. [2] 39/ 61 و40/ 7 و9 و44/ 56 و46/ 31 و52/ 18 و27 و59/ 10 و66/ 6 و76/ 11 و92/ 17. [3] 21/ 101 و102.