responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 534
"لا بأس به". ومن هذا الباب قوله, صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالغنى لمن اتقى" [1].
فأما إذا كان في مصدر هذا النشاط نظرة نزيهة، وإذا كان العامل يتحرك متطلعًا إلى نظام أفضل في توزيع السعادة العامة، وهو نظام يرجو أن يسهم فيه بهذا النشاط، سواء بأن ينسى نفسه، أو بأن يعتبرها فردًا في هذا النظام الشامل، حينئذ تصبح النية جديرة بالتقدير والثناء، بعد أن كانت نية مبتذلة، وفي ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو سعيد الخدري: "فنعم صاحب المسلم، ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل" [2]. ولعلنا نتذكر هنا ما سبق من قوله -عليه الصلاة والسلام- بشأن الخيل أنها: "لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر" [3].
2- الكماليات:
وهذه القيمة ذاتها يمكن أن يوصف بها الاستعمال المعتدل لأدوات الترف والرفاهية بعامة[4]، وذلك إذا كنا لا نتصور هذه الكماليات على أنها تجيب عن تطلعنا، وتشبع حاجتنا الفطرية، بل بحسبانها إحسانًا ترتضيه العناية الإلهية، إلى جانب أن الرضا بها يجعلنا موافقين لمشيئتها: "إن الله جميل يحب الجمال" [5]، ومعترفين -في الوقت نفسه- بفضلها: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" [6].

[1] انظر: ابن ماجه, كتاب التجارة, باب 1.
[2] البخاري, كتاب الزكاة, باب 49.
[3] انظر: ص407.
[4] من أمثلة ذلك الالتزام بحسن الهندام، والنعال، وقد ورد هذان المثالان نصًّا في استفسار يجيب عنه الحديث الوارد في سياق الكلام.
[5] صحيح مسلم, كتاب الإيمان, باب الكبر.
[6] الترمذي, كتاب الأدب, باب 53.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست