responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 619
الأمر إلى الحل الأقل خطرًا، والأكثر فائدة، ولكن الله -عز وجل- كان يريد أكثر الحلول تأثيرًا، وأعظمها شرفًا، وأقدرها على حسم النزاع بين الحق والباطل، وقد كان، وهو ما سجلته الآية الكريمة: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [1].
وهكذا يدعو القرآن المؤمنين إلى أن يبتغوا في سلم الأعمال أسماها وأقواها تأثيرًا.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إلى أي مدى يطلب منا هذا الجهد الأرفع؟ وهل هو يطلب بنفس الصرامة المتمثلة في الدرجتين السابقتين؟
نعم، ولا ريب، عندما تكون إحدى القيم الرفيعة في خطر، ولا يوجد لصونها والمحافظة عليها من وسيلة أمام الإنسان إلا أن يجاهد بكل قواه، ويستنفد كل موارده.
وأعظم دلائل الإيمان -كما رأينا- هو التضحية التي يقدمها المؤمن عن طواعية وحرية، وهو بذل النفس -حتى النفس- من أجل المثل العليا التي تعلو عليها.
ولكن، هل من الممكن في الظروف العادية أن نجيب بالإيجاب، بكل دقته وصرامته؟
لا نظن ذلك؛ لأن معناه، أولًا، أننا نلغي فكرة الدرجة من تقديراتنا

[1] الأنفال: 7-8.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 619
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست