والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم"[1].
وفي حديث آخر يحدد النبي أن: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" [2].
على أننا نعتقد أن من المفيد أن نبين ببعض الأمثلة إلى أي مدى تتغير قيمة الجهد البدني تبعًا لما قد يكون له من علاقة وثيقة أو غير وثيقة مع الخير الذي يستهدفه الواجب. ولسوف نرى في الواقع أن هذه العلاقة تبلغ تارة درجة التماثل مع الجانب الرئيسي للواجب، وتارة تتوافق مع جانب ثانوي في العمل، تتفاوت أهميته بين كثرة وقلة، وثالثة تتضاءل إلى مجرد علاقة مصاحبة.
وإليك ثلاثة أمثلة: [1] صحيح مسلم, كتاب الإيمان, باب 8، وقد ذكر المؤلف في نص الحديث "وأن نقول الحق حيثما كنا"، والصواب ما ذكرناه: "وعلى أن نقول بالحق أينما كنا". "المعرب". [2] مسند أحمد 3/ 61.
1- النجدة:
عندما نقول: يجب أن ننقذ حياة غريق، أو نصون حياة يتيم، وعندما يكون الأمر أمر حفظ الحياة الإنسانية، فعندئذ يماثل القرآن حياة الإنسان الواحد المنقذة بحياة الإنسانية جمعاء: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [1].
فماذا يكون على وجه الدقة واجبنا في ظروف كهذه؟ [1] المائدة: 32.