"ماذا يجب أن أعمل"؟ ذلكم هو أعم الأسئلة وأشدها إلحاحًا، إنه الغذاء اليومي للنفس الإنسانية. ولسوف يكون عملنا هذا ناقصًا بادي النقص لو أنه بعد أن كشف في القرآن عن الأساس النظري، وعن المبادئ العامة للأخلاق، أعرض عن مشاهدة الآثار العظيمة الرائعة للأخلاق التطبيقية، التي قدمها لنا هذا القرآن.
فهذا إذن بيان هذه الأخلاق العملية.
ولسوف نرى فيها كيف أن نشاطنا في كل ميادين الحياة[1]، يجد فيها طريقه مرسومًا.
وربما كان من المناسب أن نضيف إلى النص بعض الملاحظات المفسرة، أو المقارنة، ولكنا كيلا نضخم كتابنا، الذي تضخم فعلًا، سوف نكتفي بعرض مجرد وبسيط لهذه المقتبسات النصية، إلا في حالة الضرورة، مع العناية بتصنيفها منهجيًّا، تبعًا للمجالات المختلفة التي سبق أن أشرنا إليها. [1] أعني: في سلوكنا الشخصي كما في علاقاتنا مع الآخرين، ومع الله جل وعلا.