نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 113
يقول تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [1].
أي: عندما استسلم إسماعيل للذبح وتشهد، وكبر إبراهيم عند مرور السكين على رقبته، جاء أمر الله بنجاة إسماعيل. يقول السدي وغيره: أمر الله السكين أن لا تقطع شيئا, فصارت كالإسفنج يمر على البدن.
ونادى الله إبراهيم أن قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك بصورة بينة ظاهرة، ورأى إبراهيم أمامه كبشا أبيض, أعين، أقرن، أرسله الله تعالى إليه مع ملائكته ليذبحه، ويفدي به ولده المطيع إسماعيل.
ذبح إبراهيم -عليه السلام- الكبش, وضحى به تنفيذا لأمر الله تعالى، وافتدى بذلك ولده الوحيد، البكر "إسماعيل" الذي عُرف بـ "الذبيح"[2]. [1] سورة الصافات الآيات: 103-107. [2] البداية والنهاية ج1، ص156، يذهب بنو إسرائيل إلى أن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل، وهو رأي مردود؛ لأن الذبيح هو إسماعيل لما يلي:
أ- بعد أن ذكر القرآن قصة الذبح, قال الله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} ، فالتبشير بإسحاق كان بعد قصة ذبح إسماعيل.
ب- في البشارة بإسحاق قال الله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} , فالتبشير بيعقوب ينفي أن يكون الذبيح إسحاق؛ لأنه سيكون أبا ليعقوب، وإلا فلا معنى للبشرى.
ج- جاء في التوراة: أن الله أمر إبراهيم بذبح وحيده وبكره إسحاق, والوحيد والبكر هو إسماعيل, ووضع كلمة إسحاق من تحريف المحرفين, وهي متناقضة مع بداية الجملة.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 113