responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 435
الكون، فهيأت نفسها لتذهب إليه، وتبحث الأمر معه، وعلم سليمان بتحركها، فجمع جنوده من الجن والإنس، وطلب منهم إحضار عرشها، قبل وصولها، وسألهم ... {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [1].
فأجابه عفريت من الجن، أنا أحضر لك عرشها قبل أن تقوم من مقامك الذي أنت فيه ... استكثر سليمان "عليه السلام" هذه المدة، فقال رجل من علماء بني إسرائيل دعا الله باسمه الأعظم، أنا آتيك به قبل أن تغمض عينك، وقال: يا نبي الله أمدد بصرك فمد بصره نحو اليمين، فإذا بالعرش، فما رد بصره إلا وهو عنده ... ونظر سليمان فرأى العرش ثابتا عنده، فأقر بفضل الله الذي مكن له ونصره، وطلب من الله أن يعينه على الشكر، وطلب من أتباعه أن يتوجهوا بالشكر لله، يقول الله تعالى:
{قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ، قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [2].
قال سليمان لجنوده: نكروا لها عرشها، وغيروه، بالزيادة والنقص، فجعلوا تحت العرش ماء، وفوق الماء زجاجا، فلما وصلت بلقيس سألوها أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو: وقد علمت أن سليمان على حق منذ أن راسلني، وأسلمت قبل ذلك، يقول تعالى: {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ، فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ، وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} [3].

[1] سورة النمل آية "38".
[2] سورة النمل الآيات "39، 40".
[3] سورة النمل الآيات "41-43".
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست