نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 77
إن الابتلاء ضرورة حتمية، وللنصر وقته الذي حدده الله تعالى؛ ولذا قال لنوح عليه السلام: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [1].
ومن أثر الإيمان بقاء ذكر أصحابه في الدنيا، واستمرار الخير في ذريتهم، وهذا ما تحقق لنوح -عليه السلام- وأتباعه، يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} [2].
وهذا أمر له أهميته في الحياة البشرية؛ لأن الإنسان يتعلق بذريته، ويتمنى الخير لهم من بعده، ولا يتحقق ذلك على وجه الحقيقة إلا بالإيمان والتقوى، يقول الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} [3].
ولعل من أعظم ثمرات الإيمان ما يناله المؤمن بعد لقائه ربه من روح، وريحان، وجنة نعيم، وفي كل ذلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. [1] سورة هود آية: 49. [2] سورة الصافات الآيات: 77-79. [3] سورة النساء آية: 9.
الركيزة الرابعة: حاجة الدعوة إلى المصير
...
الركيزة الرابعة: حاجة الدعوة إلى الصبر
الدعوة إلى الله تعالى في أمسّ الحاجة إلى الصبر، والتحمل، وعدم اليأس؛ لأن أعداء الدعوة كثيرو العدد من الجِنة والناس، وأيضا فإن الدعوة للجديد تحتاج إلى التدرج، والتلقين المستمر، والرعاية الدائمة شأن تربية الطفل الصغير، فإنه يحتاج إلى مداومة الرعاية، وتنوعها، حتى يتأقلم مع الحياة.
ونوح -عليه السلام- استمر يدعو هذه المدة الطويلة صابرا، محتسبا، عساه يزرع بذرة تنمو بعد سنوات، وما كان ييئسه أبدا، ما يراه من أعداء الله في الأرض.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 77