- وما مصدر هذا النيتروجين يا أبي؟
- يقوم البرق - وهو شرارة كهربائية - باستخلاصه من الهواء الجوي حيث يذوب في مياه الأمطار ويسقط معها إلى الأرض ليعيد الخصوبة إليها، وهذا النيتروجين هو السماد الذي قلد الإنسان صنعه لما له من أهمية في الحياة النباتية.
سعد محمد بالمعرفة التي استزادها من والده وقال:
- إذا هذا هو دور البرق ووظيفته التي لم أسأل نفسي عنها قبل الآن.
ولكن ما علاقة سقوط المطر بالبرق؟
رد الأب قائلا:
- استمع إلى قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} [الرعد: 12] [1] .
انظر إلى هذه الآية وإلى هذه الظاهرة الكونية التي تشير إليها، إنه البرق الذي تخافه الناس وتطمع فيه فقد يكون نذيرا بسيل مدمر، ولكن مع هذا الخوف هناك طمع في الخير من وراء هذا البرق، فقد يعقبه المطر المدرار الذي يحيي الأرض بعد موتها ويجري الأنهار، وانظر يا بني إلى بديع قوله: {السَّحَابَ الثِّقَالَ} [الرعد: 12] أي مثقلة بالماء، فظاهرة البرق ناشئة من النظام الكوني الذي أبدعته يد [1] سورة الرعد، الآية: 12.