تمزيق بطاقة الدعوة الخاصة بوالدتها، وانهمرت الدموع من عينيها حين رأت الطالبات وهن يتقاطرن للسلام على أمهاتهن، وازداد نحيبها وهي تتذكر سوء سلوكها مع والدتها مع ما هي عليه من ضعف ومرض، وأخذت العزم على أن تعوض والدتها ما فرطت معها في أمرها وأن تكون الابنة البارة التي لم تكنها يوما.
بقيت أسماء غارقة في لجة أفكارها ولم ينتزعها منها إلا صوت مقدمة الحفل وهي تعلن اسم الأم المثالية التي اختارتها المدرسة لتكريمها هذا العام، ولَشَدِّ ما كانت عليه دهشتها وفرحتها حين سمعت اسم والدتها يجلجل في أنحاء القاعة وما أكبر اعتزازها حين رأتها وهي تقطع خطواتها بكل ثقة وهدوء وآثار المرض بادية عليها، وقد ارتدت ثوبا بدا عليها جميلا في تلك اللحظة رغم أنها قد ارتدته كثيرا قبل اليوم لكنها لم تره عليها بمثل هذه الروعة وهذا البهاء [1] .
هرعت أسماء حيث والدتها وأخذت تقبلها والدموع تفر من عينيها وقد فارقها إحساسها بالخجل والضعة وحل محلهما شعور الفخر والاعتزاز بهذه الأم الرءوم، ولم تكن سعادة الأم بأقل من سعادة ابنتها بهذا التغير الذي من الله عليها به مستجيبا لدعائها راحما لحالها. . ومنذ ذلك اليوم وصديقتنا أسماء تحاول جاهدة [1] الحسن.