رحمه» [1] . يا إلهي لعل كساد تجارتي كل هذه الأعوام هو عقاب من الله تعالى على ما فرطت في أمر أخي. هكذا مضى عبد الله يحادث نفسه وتابع حديثه متأملا فيما وصل إليه حاله مع أخيه: لعلها تذكرة لي لأفيق من غفلتي التي طال ليلها. . لقد حفظت كتاب الله تعالى ووعيت أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم وعملت جاهدا أن امتثل بهما. . فكيف أقطع أخي وقد وعيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك. قالت: بلى. قال: فذلك لك» [2] .
سرت رعدة في جسد الشيخ عبد الله حين تذكر هذا الحديث خوفا من عقاب الله على هذا الذنب، وأي عقاب أشد من أن يقطعه الله، لقد ظل سادرا في غفلته كل هذه السنين لم يوقظه منها إلا رحمة الله تعالى حين كان يتدبر قرآنه. . فانتهى به التأمل ومحاسبة النفس إلى العزم على زيارة أخيه بعد صلاة العشاء، فشهر رمضان هو شهر الخير والبر والصلة، وسيبدأ إن شاء الله هذه الليلة وصل ما كان مقطوعا بينه وبين أخيه. . وظل هذا الشيخ غارقا في تأملاته وأفاق [1] متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب الأدب، الجزء الثامن ص 6. ومسلم في كتاب البر والصلة، الجزء الثامن ص 7. [2] رواه البخاري، الجزء الثامن ص 6. ومسلم، الجزء الثامن ص 8.