أفطرت وعليك توكلت وبك آمنت، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " [1] .
استمع محمد إلى حديث والده بأدب جم ووعده بأن يحفظ هذا الدعاء وأن يدعو به كل ليلة بعد الإفطار وأن يكون إفطاره تأسيا برسول الله، واعتذر لوالده عن هذه العجلة التي التهم بها طعامه قائلا:
لقد أهلكني الجوع يا والدي لذا لم أستطع صبرا.
وهنا عاتبته والدته بتفضيله النوم حين أيقظته لتناول طعام السحور ونبهته إلى أهمية هذه الوجبة وبركتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» [2] .
أعلم يا أمي ذلك وسأحاول التغلب على النعاس ومشاركتكم طعام السحور إن شاء الله.
اتجه الأب وأبناؤه إلى المسجد لأداء فريضة المغرب، وحين عادوا كانت الأم قد أعدت لهم الحلوى والشاي وجلسوا يتسامرون [1] فقه السنة لسيد سابق، مجلد 1 ص 458، روي مرسلا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت. [2] متفق عليه، رواه البخاري في صحيحه: كتاب الصوم، الجزء الثالث ص 37، ومسلم في صحيحه: كتاب الصيام، الجزء الثالث ص 130.