أجهل أو يجهل علي» [1] . هذا هو الدعاء الذي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء به عند الخروج من المنزل.
رد عبد الله مبتهجا:
سأبدأ بحفظه - إن شاء الله - يا والدي، ولكن لماذا نقول هذا الدعاء قبل أن نخرج من المنزل؟
يا بني حين يخرج المرء من منزله يقابل الكثير من الناس ومن هؤلاء من يتغلب الشر في داخله على الخير، فقد يتعرض للظلم والإساءة منهم، وقد يكون هو بنفسه ظالما لغيره إن تغلب الشر في داخله، فالإنسان في هذا الدعاء يطلب من الله أن يعصمه من الزلل [2] والوقوع في الخطأ. . كما يطلب من الله الحماية من ظلم الآخرين له أو جهلهم عليه. .
وهكذا قطعا الطريق إلى الحديقة وهما يتحادثان. . حتى إذا وصلا انطلق عبد الله يلهو هنا وهناك، تارة يلعب الكرة وتارة أخرى يعتلي الأرجوحة وقد امتلأ سعادة وحبورا، وبينما كان الأب يرقب ابنه بحنان الأب ولهفته مر به رجل مسن رث الثياب غائر العينين يمشي بخطى متثاقلة وشيئا فشيئا اقترب من والد عبد الله ومد يده على خجل وأخذ يشكو له ضعف [1] حديث صحيح، رواه النسائي في سننه، الجزء الثامن ص 268. [2] عند ارتكاب الذنوب يقال: " أستغفر الله من زللي " أي من ارتكابي الذنوب.