فقد روي: «أنه نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فلم يجد عند أهله شيئا، فدخل عليه رجل من الأنصار فذهب بالضيف إلى أهله، ثم وضع بين يديه الطعام وأمر امرأته بإطفاء السراج، وجعل يمد يده إلى الطعام كأنه يأكل، ولا يأكل حتى أكل الضيف الطعام، فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد عجب الله من صنيعكم الليلة مع ضيفكم» [1] . ونزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] أردف عبد الله بشيء من الزهو:
لولا النفقة التي قدمتها يا والدي لهذا الرجل ما استطاع أن يتدبر أمره.
أجاب الأب وقد استاء من الصورة التي جاء عليها حديث ولده:
- لا يا بني، لا يحق لنا أن نمن بما أعطينا للرجل، فالمن عنصر كريه لئيم، وهو نوع من الاستعلاء الكاذب، ونحن توجهنا بعطائنا لله لا للناس. . فالمن مشاعر بغيضة لا يجيش بها قلب المؤمن.
أجاب عبد الله وقد اعتراه بعض الخجل: [1] متفق عليه، رواه البخاري في صحيحه: مناقب الأنصار، الجزء الخامس ص 42. ومسلم في صحيحه: كتاب الأشربة، الجزء السادس ص 127.