لقد شوقتني يا أبي لهذا الحديث فما الموضوع يا ترى؟
مضى والد عبد الرحمن مخاطبا أفراد أسرته:
فعلَّكم لاحظتم اليوم على مائدة الغداء التي أعدتها والدتكم أن بعض الأطعمة التي تعبت في إعدادها لم تمسها أيدينا، كما تبقى الكثير من الطعام الذي تناولنا منه، ونحن نشكر لوالدتكم اجتهادها ومحاولتها إسعادنا ولكن هذا لا يمنع أن نقول لها بأنها أخطأت من حيث لا تدري؛ فأنتم تعلمون أن مثل هذا الأمر يعد إسرافا [1] فمن منكم يا أبنائي يذكر لنا موقف الدين الإسلامي من الإسراف.
أجاب عبد الله:
إن ديننا القويم ينهانا عن الإسراف، وقد تعلمنا ذلك فيما تعلمناه في المدرسة، وإني لأذكر قول الحق جل وعلا: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] [2] .
أردفت عائشة متسائلة بحماس ظاهر. . لم أفهم ما تعنيه الآية الكريمة التي ذكرها أخي، فهل لك يا والدي أن توضح لنا ما تعنيه؟
أجاب الأب وقد سعد لحماس ابنته وذكائها:
يقول الله تعالى في هذه الآية الكريمة إن من صفات عباده [1] تبذيرا. [2] سورة الفرقان، الآية: 67.