"وأسمع رجل ابن هبيرة فأعرض عنه، فقال: إياك أعني، فقال له: وعنك أعرض"[1].
19ـ نسيان الأذية:
وذلك بأن تنسى أذية من نالك بسوء؛ ليصفو قلبك له، ولا تستوحش منه[2]؛ فمن تذكر إساءة إخوانه لم تصف له مودتهم، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم؛ فانس ما استطعت النسيان"[3].
20ـ العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالاحسان:
فهذا سبب لعلو المنزلة، ورفعة الدرجة، وفيه من الطمأنينة، والسكينة، والحلاوة، وشرف النفس، وعزها، وترفها عن تشفيها بالانتقام ـ ما ليس شيء في المقابلة والانتقام[4].
قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا" [5].
وقال عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ: "أحب الأمور إلى الله ثلاثة: العفو عند المقدرة، والقصد في الجدة، والرفق بالعبدة"[6].
"وعن داود بن الزبرقان قال: قال أيوب: لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم"[7]. [1] أدب الدنيا والدين، ص253. [2] انظر: مدارج السالكين2/328. [3] انظر: هكذا علمتني الحياة للسباعي1/45. [4] انظر: مدارج السالكين2/303. [5] رواه مسلم4/2001، رقم2588 عن أبي هريرة. [6] روضة العقلاء، ص 131. [7] روضة العقلاء، ص 131.