فقال أحمد: ما هي؟
قال: تعطيهم مالك ولا تأخذ مالهم، وتقضي حقوقهم ولا تطالبهم بقضاء حقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم.
فقال أحمد: إنها لصعبة!.
قال حاتم: وليتك تسلم"[1].
قال الرافعي ـ رحمه الله ـ "إن السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ، وإن الزائفة هي الأخذ دون العطاء، وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق"[2].
24ـ احتساب الأجر عند الله عز وجل:
فهذا الأمر من أعظم ما يعين على اكتساب الأخلاق الفاضلة، فهو مما يعين على الصبر، والمجاهدة، وتحمل أذى الناس؛ فإذا أيقن المسلم أن الله ـ عز وجل ـ سيجزيه على حسن خلقه ومجاهدته لنفسه ـ فإنه سيحرص على اكتساب محاسن الأخلاق، وسيهون عليه ما يلقاه في ذلك السبيل.
25ـ تجنب الغضب:
لأن الغضب جمرة تتقد في القلب، وتدعو إلى السطوة والانتقام والتشفي.
فإذا ما ضبط الإنسان نفسه عند الغضب، وكبح جماحها عند [1] عين الأدب والسياسة، ص 155ـ 156. [2] وحي القلم 3/13.