سيعيّرونه به، ويصغرونه من أجله؛ فيلزمه حينئذ أن يأخذ نفسه بالتنزه من العيوب، ويقهرها على التخلص منها[1]؛ فإصلاح النفس لا يتم بتجاهل عيوبها، ولا بإلقاء الستار عليها[2].
29ـ قيام المرء بما يسند إليه من عمل على أتم وجه:
حتى يسلم بذلك من التوبيخ، والتقريع، ومن ذل الاعتذار، ومن تكدر النفس، واعتلال الأخلاق.
30ـ التسليم بالخطأ إذا وقع، والحذر من تسويغه:
فذلك آية حسن الخلق، وعنوان علو الهمة، ثم إن فيه سلامة من الكذب، ومن الشقاق؛ فالتسليم بالخطأ فضيلة ترفع من قدر صاحبها.
31ـ لزوم الرفق:
فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه كما قال ـ عليه الصلاة والسلام وقال "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" [3].
وقال: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله".
"فمن أعطي الرفق والخلق فقد أعطي الخير كله والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته. [1] انظر: تهذيب الأخلاق للجاحظ، ص60-61. [2] انظر: أقوال مأثورة، ص 455. [3] رواه مسلم2594 عن عائشة.
4 رواه البخاري 7/80 ومسلم "2165"عن عائشة.