المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإن شأن الأخلاق عظيم، وإن منزلتها لعالية في الدين؛ فالدين هو الخلق، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، وأحسنهم أخلاقا أقربهم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة مجلسا.
ولقد تظاهرت نصوص الشرع في الحديث عن الأخلاق، فحثت، وحضت، ورغبت في محاسن الأخلاق، وحذرت، ونفرت، ورهبت من مساوئ الأخلاق.
بل إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أن الغاية من بعثته إنما هي إتمام صالح الأخلاق.
قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" [1]. [1] أخرجه أحمد 2/381، والبخاري في الأدب المفرد "273"، والخرائطي في مكارم الأخلاق1/1 رقم: 19، والحاكم في المستدرك2/613 كلهم عن أبي