نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 124
ذهنه[1] مستغرق الفهم بالحسيات، صرف عن ذلك المقام. قال الله عز وجل: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146] . [1] في الأصل: للذهن.
66- فصل: لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا
341- دعوت يومًا فقلت: اللهم! بلغني آمالي من العلم والعمل، وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك. فعارضني وسواس من إبليس، فقال: ثم ماذا؟ أليس الموت؟ فما الذي ينفع طول الحياة؟! فقلت له: يا أبله! لو فهمت ما تحت سؤالي، علمت أنه ليس بعبث. أليس في كل يوم يزيد علمي ومعرفتي، فتكثر ثمار غرسي، فأشكر يوم حصادي[1]؟! أفيسرني أنني مت منذ عشرين سنة؟! لا والله؛ لأني ما كنت أعرف الله تعالى عشر معرفتي به اليوم. وكل ذلك ثمرة الحياة، التي فيها اجتنيت أدلة الوحدانية، وارتقيت عن حضيض[2] التقليد إلى يفاع[3] البصيرة، واطلعت على علوم زاد بها قدري، وتجوهرت بها نفسي، ثم زاد غرسي لآخرتي، وقويت تجارتي في إنقاذ المباضعين[4] من المتعلمين. وقد قال الله لسيد المرسلين: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] . وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا"[5]. وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من السعادة أن يطول عمر العبد، ويرزقه الله عز وجل الإنابة"[6].
فيا ليتني قدرت على عمر نوح، فإن العلم كثير، وكلما حصل منه حاصل، رفع ونفع. [1] في حاشية الأصل: في الهندية: فأستكثر بذري يوم حصادي. [2] الحضيض: الأرض المنخفضة. [3] اليفاع: ما ارتفع عن الأرض. [4] المباضعين: الذين يضاربون بأوالهم. [5] مسلم "2065". [6] رواه أحمد "3/ 332"، والحاكم "4/ 240" وصححه ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في المجمع "10/ 206": إسناده حسن.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 124