نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 158
93- فصل: تخليط أرباب الآخرة
458- أضر ما على المريض التخليط[1]، وما من أحد إلا وهو مريض بالهوى. والحمية عنه رأس الدواء، والتخليط يديم المرض.
459- وتخليط أرباب الآخرة على ضربين:
أحدهما: تخليط العلماء، وهو إما لمخالطة الأضداد كالسلاطين، فإنهم يضعفون قوى يقينهم، كلما زادت المخالطة، "ويفقدون"[2] دليلهم عند المريدين، فإني إذا رأيت طبيبًا يخلط ويحميني، شككت أو وقفت.
والثاني: تخليط الزهاد، وقد يكون بمخالطة أرباب الدنيا، وقد يكون بحفظ الناموس في إظهار التخشع، لاجتلاب محبة العوام.
فالله الله، فإن ناقد الجزاء بصير، والإخلاص في الباطن، والصدق في القلب، ونعم طريق السلامة ستر الحال. [1] التخليط: عدم الحمية. [2] في الأصل: ويقدمون.
94- فصل: أنفع المشايخ في صحبته العامل بعلمه
460- لقيت مشايخ، أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه.
461- ولقيت جماعةً من علماء الحديث يحفظون ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبة يخرجونها مخرج جرح وتعديل، ويأخذون على قراءة الحديث أجرة، ويسرعون بالجواب، لئلا ينكسر الجاه، وإن وقع خطأ.
462- ولقيت عبد الوهاب الأنماطيَّ، فكان على قانون السف، لم تسمع في مجلسه غيبةٌ، ولا كان يطلب أجرًا على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق، بكى، واتصل بكاؤه، فكان -وأنا صغير السن حينئذ- يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 158