نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 161
ذلك، لينتفع بعيشه، وليفهم ما يفتي به، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح[1]، ويسابق عائشة رضي الله عنها[2]، ويتلطف بنفسه[3]. فمن سار سيرته عليه الصلاة والسلام، فهم من مضمونها ما قلته من ضرورة التلطف بالنفس. [1] عن أبي هريرة رضي الله عنه قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا. قال: "إني لا أقول إلا حقًّا" رواه الترمذي "1990"، وأحمد "2/ 340و 360" قال الترمذي: حسن صحيح. [2] رواه أبو داود "2578"، وابن ماجه "1979"، وأحمد "6/ 264" عن عائشة رضي الله عنها. [3] أي: كان معتدلًا في أمره كله.
97- فصل: نعوذ بالله من طول الأمل
469- أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته؛ فإنه ينتبه انتباهًا لا يوصف، ويقلق قلقًا لا يحد، ويتلهف على زمانه الماضي، ويود لو ترك "كي يتدارك ما فاته"[1]، ويصدق "في" توبته على مقدار يقينه بالموت، ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف.
ولو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية، حصل كل مقصود من العمل بالتقوى.
فالعاقل من مثل تلك الساعة، وعمل بمقتضى ذلك؛ فإن لم يتهيأ تصوير ذلك على حقيقته، تخايله على قدر يقظته، فإنه يكف كف الهوى، ويبعث على الجد.
470- فَأَمَّا من كانت تلك الساعة نصب عينيه، كان كالأسير لها، كما روي عن حبيب العجمي5: أنه كان إذا أصبح، يقول لامرأته: إذا مت اليوم، ففلان يغسلني، وفلان يحملني.
471 وقال معروف لرجل: صل بنا الظهر! فقال: إن صليت بكم الظهر، لم أصل بكم العصر: فقال: وكأنك تؤمل أن تعيش إلى العصر؟! نعوذ بالله من طول الأمل.
وذكر رجل رجلًا بين يديه بغيبةٍ، فجعل معروف يقول له: اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك! [1] أبو محمد زاهد أهل البصرة وعابدهم، كان مجاب الدعوة.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 161