نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 163
فرأيت بخط ابن عقيل، عن بعض مشايخه الكبار أنه سمع امرأةً تنشدُ:
غسلت له طول الليل ... فركت له طول النهار
خرج يعاين غيري ... زلق وقع في الطين
فأخذ من ذلك إشارة معناها: يا عبدي! إني حسنت خلقك، وأصلحت شأنك، وقومت بنيتك، فأقبلت على غيري، فانظر عواقب خلافك لي!
وقال ابن عقيل: وسمعت امرأة تقول من هذا "الكان وكان"[1]، "وكانت" كلمة بقيت في قلقها[2] مدةً:
كم كنت بالله أقول لك ... لذا التواني غائله
وللقبيح خميره ... تبين بعد قليل
قال ابن عقيل: فما أوقعه من تخجيل على إهمالنا لأمور غدًا تبين خمائرها[3] بين يدي الله تعالى! [1] في الأصل: من هذا المكان، والتصويب من "ط". [2] قلقها: مشغول بها خاطري. [3] تبين خمائرها: تسفر وجوهها.
99- فصل: الورع الأخذ بالأحوط في اتقاء الشبهات
475- أمكنني تحصيل شيءٍ من الدنيا بنوع من أنواع الرخص، فكنت كلما حصل شيء منه، فاتني من قلبي شيء، وكلما استنارت لي طريق التحصيل، تجدد في قلبي ظلمة. فقلت: يا نفس السوء! الإثم حواز القلوب[1]، وقد قال "النبي صلى الله عليه وسلم": "استفت قلبك"[2]، فلا خير في الدنيا كلها إذا كان في القلب من تحصيلها شيء أوجب نوع كدر، وإن الجنة لو حصلت بسبب يقدح في الدين أو في المعاملة، ما لذت! والنوم على المزابل مع سلامة القلب من الكدر ألذ من تكأة الملوك. [1] حواز القلوب: يأسر القلب ويقيده. [2] رواه أحمد "4/ 288"، والدارمي "2/ 246" عن وابصة بن معبد.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 163